کد مطلب:90668 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

کلام له علیه السلام (118)-لعبّاد بن قیس فیما غنم عسکره من أه















لمّا قال له: قسمت ما فی العسكر و تركت الأموال و النساء و الذریة فقال علیه السلام:

یَا أَخَا بَكْرٍ، أَنْتَ امْرُؤٌ ضَعیفُ الرَّأْیِ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْخُذُ الصَّغیرَ بِذَنْبِ الْكَبیرِ، وَ أَنَّ الأَمْوَالَ كَانَتْ لَهُمْ قَبْلَ الْفُرْقَةِ، وَ تَزَوَّجُوا عَلی رِشْدَةٍ، وَ وَلَدُوا عَلی فِطْرَةِ؟.

وَ إِنَّمَا لَكُمْ مَا حَوی عَسْكَرُهُمْ، وَ مَا كَانَ فی دُورِهِمْ فَهُوَ میرَاثٌ عَلی فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالی لِذُرِّیَّتِهِمْ، وَ عَلی نِسَائِهِمُ الْعِدَّةُ. وَ لَیْسَ لَكُمْ عَلَیْهِنَّ وَ لاَ عَلَی الذُّرِّیَّةِ مِنْ سَبیلٍ.

فَإِنْ عَدَا عَلَیْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ أَخَذْنَاهُ بِذَنْبِهِ، وَ إِنْ كَفَّ عَنَّا لَمْ نَحْمِلْ عَلَیْهِ ذَنْبَ غَیْرِهِ.

یَا أَخَا بَكْرٍ، لَقَدْ حَكَمْتُ فیهِمْ بِحُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فی أَهْلِ مَكَّةَ، قَسَمَ مَا حَوَی الْعَسْكَرَ، وَ لَمْ یَتَعَرَّضْ لِمَا سِوی ذَلِكَ، وَ إِنَّمَا اتَّبَعْتُ أَثَرَهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ.

یَا أَخَا بَكْرٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ دَارَ الْحَرْبِ یَحِلُّ مَا فیهَا، وَ أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ یَحْرُمُ مَا فیهَا إِلاَّ بِالْحَقِّ.

فَمَهْلاً مَهْلاً، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تُصَدِّقُونی، وَ أَكْثَرْتُمْ عَلَیَّ، هَاتُوا سِهَامَكُمْ، فَأَیُّكُمْ یَأْخُذُ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ فی سَهْمِهِ، فَهِیَ رَأْسُ الأَمْرِ؟.

فتنادی الناس من كل جانب:

أصبت، یا أمیر المؤمنین، و أخطأنا، و علمت و جهلنا، فنحن نستغفر اللَّه تعالی.

فقال علیه السلام:

أُنْظُرُوا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، مَا تُؤْمَرُونَ بِهِ فَامْضُوا لَهُ، فَإِنَّ الْعَالِمَ أَعْلَمُ بِمَا یَأْتی بِهِ مِنَ الْجَاهِلِ الْخَسیسِ الأَخَسِّ[1].

فَإِنْ أَطَعْتُمُونی فَإِنّی حَامِلُكُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی[2] عَلی سَبیلِ الْجَنَّةِ[3] وَ إِنْ كَانَ ذَا

[صفحه 647]

مَشَقَّةٍ شَدیدَةٍ، وَ مَذَافَةٍ مَریرَةٍ.

ثُمَّ إِنّی أُخْبِرُكُمْ أَنَّ خَیْلاً مِنْ بَنی إِسْرَائیلَ أَمَرَهُمْ نَبِیُّهُمْ أَنْ لاَ یَشْرَبُوا مِنَ النَّهْرِ، فَلَجُّوا فی تَرْكِ أَمْرِهِ، فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلیلٌ مِنْهُمْ. فَكُونُوا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، مِنْ أُولئِكَ الَّذینَ أَطَاعُوا نَبِیَّهُمْ، وَ لَمْ یَعْصُوا رَبَّهُمْ[4].

فَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ یَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَفْعَلْ.

وَ أَمَّا فُلاَنَةُ[5] فَأَدْرَكَهَا ضَعْفُ رَأْیُ[6] النِّسَاءِ، وَ ضِغْنٌ عَلَیَّ[7] غَلاَ فی صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ الْقَیْنِ.

وَ لَوْ دُعِیَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَیْری مَا أَتَتْ إِلَیَّ لَمْ تَفْعَلْ.

وَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ[8] حُرْمَتُهَا الأُولی، وَ الْحِسَابُ عَلَی اللَّهِ تَعَالی، یَعْفُو عَمَّنْ یَشَاءُ، وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشَاءُ[9].


صفحه 647.








    1. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 97. و دعائم الإسلام ج 1 ص 395. و شرح الأخبار ج 1 ص 395. و كنز العمال ج 16 ص 185. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 410. و نهج السعادة ج 1 ص 374. و مصباح البلاغة ج 1 ص 12 عن منتخب كنز العمال.

      باختلاف بین المصادر.

    2. ورد فی كنز العمال للهندی ج 16 ص 185. و مصباح البلاغة للمیرجهانی ج 1 ص 13 عن منتخب كنز العمال.
    3. النّجاة. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 410.
    4. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 374. و مصباح البلاغة ج 1 ص 13 عن منتخب كنز العمال. باختلاف یسیر.
    5. عائشة. ورد فی البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 410. و نهج السعادة ج 1 ص 379. و مصباح البلاغة ج 1 ص 13. عن منتخب كنز العمال.
    6. رائحة. ورد فی نسخة الآملی ص 127.
    7. ورد فی مصباح البلاغة للمیرجهانی ج 1 ص 13. عن منتخب كنز العمال.
    8. ورد فی المصدر السابق. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 379.
    9. ورد فی المصدرین السابقین.