کد مطلب:90668 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126
یَا أَخَا بَكْرٍ، أَنْتَ امْرُؤٌ ضَعیفُ الرَّأْیِ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْخُذُ الصَّغیرَ بِذَنْبِ الْكَبیرِ، وَ أَنَّ الأَمْوَالَ كَانَتْ لَهُمْ قَبْلَ الْفُرْقَةِ، وَ تَزَوَّجُوا عَلی رِشْدَةٍ، وَ وَلَدُوا عَلی فِطْرَةِ؟. وَ إِنَّمَا لَكُمْ مَا حَوی عَسْكَرُهُمْ، وَ مَا كَانَ فی دُورِهِمْ فَهُوَ میرَاثٌ عَلی فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالی لِذُرِّیَّتِهِمْ، وَ عَلی نِسَائِهِمُ الْعِدَّةُ. وَ لَیْسَ لَكُمْ عَلَیْهِنَّ وَ لاَ عَلَی الذُّرِّیَّةِ مِنْ سَبیلٍ. فَإِنْ عَدَا عَلَیْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ أَخَذْنَاهُ بِذَنْبِهِ، وَ إِنْ كَفَّ عَنَّا لَمْ نَحْمِلْ عَلَیْهِ ذَنْبَ غَیْرِهِ. یَا أَخَا بَكْرٍ، لَقَدْ حَكَمْتُ فیهِمْ بِحُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فی أَهْلِ مَكَّةَ، قَسَمَ مَا حَوَی الْعَسْكَرَ، وَ لَمْ یَتَعَرَّضْ لِمَا سِوی ذَلِكَ، وَ إِنَّمَا اتَّبَعْتُ أَثَرَهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ. یَا أَخَا بَكْرٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ دَارَ الْحَرْبِ یَحِلُّ مَا فیهَا، وَ أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ یَحْرُمُ مَا فیهَا إِلاَّ بِالْحَقِّ. فَمَهْلاً مَهْلاً، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تُصَدِّقُونی، وَ أَكْثَرْتُمْ عَلَیَّ، هَاتُوا سِهَامَكُمْ، فَأَیُّكُمْ یَأْخُذُ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ فی سَهْمِهِ، فَهِیَ رَأْسُ الأَمْرِ؟. فتنادی الناس من كل جانب: أصبت، یا أمیر المؤمنین، و أخطأنا، و علمت و جهلنا، فنحن نستغفر اللَّه تعالی. فقال علیه السلام: أُنْظُرُوا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، مَا تُؤْمَرُونَ بِهِ فَامْضُوا لَهُ، فَإِنَّ الْعَالِمَ أَعْلَمُ بِمَا یَأْتی بِهِ مِنَ الْجَاهِلِ الْخَسیسِ الأَخَسِّ[1]. فَإِنْ أَطَعْتُمُونی فَإِنّی حَامِلُكُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی[2] عَلی سَبیلِ الْجَنَّةِ[3] وَ إِنْ كَانَ ذَا [صفحه 647] مَشَقَّةٍ شَدیدَةٍ، وَ مَذَافَةٍ مَریرَةٍ. ثُمَّ إِنّی أُخْبِرُكُمْ أَنَّ خَیْلاً مِنْ بَنی إِسْرَائیلَ أَمَرَهُمْ نَبِیُّهُمْ أَنْ لاَ یَشْرَبُوا مِنَ النَّهْرِ، فَلَجُّوا فی تَرْكِ أَمْرِهِ، فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلیلٌ مِنْهُمْ. فَكُونُوا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، مِنْ أُولئِكَ الَّذینَ أَطَاعُوا نَبِیَّهُمْ، وَ لَمْ یَعْصُوا رَبَّهُمْ[4]. فَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ یَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَفْعَلْ. وَ أَمَّا فُلاَنَةُ[5] فَأَدْرَكَهَا ضَعْفُ رَأْیُ[6] النِّسَاءِ، وَ ضِغْنٌ عَلَیَّ[7] غَلاَ فی صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ الْقَیْنِ. وَ لَوْ دُعِیَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَیْری مَا أَتَتْ إِلَیَّ لَمْ تَفْعَلْ. وَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ[8] حُرْمَتُهَا الأُولی، وَ الْحِسَابُ عَلَی اللَّهِ تَعَالی، یَعْفُو عَمَّنْ یَشَاءُ، وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشَاءُ[9].
لمّا قال له: قسمت ما فی العسكر و تركت الأموال و النساء و الذریة فقال علیه السلام:
صفحه 647.
باختلاف بین المصادر.